300 ألف حرفي تونسي يحيكون 500 ألف متر مربع من السجاد سنويًا
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

 شهدت الصناعة تطورًا مهمًا مع التدريب على إتقان فنونها وزركشتها

 300 ألف حرفي تونسي يحيكون 500 ألف متر مربع من السجاد سنويًا

 تونس اليوم -

 تونس اليوم -  300 ألف حرفي تونسي يحيكون 500 ألف متر مربع من السجاد سنويًا

"الزربية" التونسية حرفة تراثية عريقة لإنتاج أجود أنواع السجاد العالمية
تونس - حياة الغانمي

يطلق على مدينة القيروان في تونس اسم رابعة الثلاث باعتبارها المدينة المقدسة الرابعة لدى المسلمين بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة والقدس الشريف، ويعود سبب تقديسها إلى دورها الاستراتيجي في الفتح الإسلامي، وتعتبر القيروان شاهدة على أمجاد الحضارة العربية، وقد اشتهرت هذه المدينة الجميلة بصناعة السجاد الأصيل أو كما يسميه التونسيون "الزربية" فذاع صيتها ووصلت إلى الأسواق العالمية.

 300 ألف حرفي تونسي يحيكون 500 ألف متر مربع من السجاد سنويًا

وقد تفننت نساء القيروان في حياكة السجاد بكل حب وإتقان، وتمكنت من الجمع بين الذوق الجميل والألوان الزاهية والحياكة الأصيلة والعراقة التاريخية، وتعد الزربية التونسية من أجود أنواع السجاد في العالم، حيث تحظى برواج كبير في الأسواق الداخلية والخارجية، سواء تعلق الأمر بما تنتجه النساء في بيوتهن أو ما تنتجه المصانع، فكله إنتاج خاضع لمواصفات فنية وحرفية. وكل زربية تحمل علامة جودة تمنحها جهات مختصة تسهر على ضمان جودة المنتج، وتلصق العلامة المختومة على ظهر السجاد وتحمل بيانات عن الجودة والدقة والمقاسات والنموذج وتاريخ الصنع.

وتونس البلد العربي والإسلامي العريق بموروثه الثقافي والحضاري هو ابرز البلدان العربية المنتجة للسجاد، وقد شهدت صناعة السجاد تطورا مهمًا في تونس، حيث تم تحديث طرق النسيج وتحسين جودة الأصواف وتطويعها، مع وضع مقاييس حديثة وتقنية للإنتاج مع التدرب على إتقان فنون هذه الصناعة من تلوين وزركشة وحياكة

 300 ألف حرفي تونسي يحيكون 500 ألف متر مربع من السجاد سنويًا

وتعتبر الكاملة بنت الشاوش، هي أول امرأة نسجت زربيّة إلى مقام أبي زمعة البلوي، وهو مسجد يضم قبر الصحابي أبو زمعة عبيد بن أرقم البلوي، في مدينة القيروان وسط تونس، وكان ذلك سنة 1830، وقد توزّعت الحرفة على مر العصور وانتشرت داخل المناطق الريفية في القيروان، مع اختلاف في التصاميم و"التنقيلة"، وهي النقوش التي توضع وأشهرها "المحراب" وبيت النحل، وغيرها من الابتكارات. ثم تم تقليدها في عدة مدن تونسية، وذلك بتنقل نساء قيروانيات إلى جهات أخرى من تونس وإشرافهن على تدريب نساء تلك الجهات على حياكة السجاد.

وللزربيّة أهمية خاصة في البيت التونسي عموماً، والقيرواني على وجه الخصوص، وتعد من أهم مكونات جهاز العروس مهما تكن الحالة المادية لعائلاتها، والألوان الطبيعية الزاهية، هي أهم ما يميز الزربية القيروانية، وأشهرها على الإطلاق الزربية "علوشة" نسبة إلى الضأن ويسميه التونسيون (علوش) وهي تحمل ألواناً (بيضاء وبنية وصفراء)، واختلفت الروايات بشأن المصدر الرئيسي لسجاد "الزربية"، إن كان فارسياً أم تركياً، لكن الموروث يُعتبر بربريًا (قبل الفتح الإسلامي وانصهر لاحقاً في الثقافة الإسلامية) وترك بصمته في التّصاميم والنقوش. وتضم القيروان 28 ألف حرفياً، في مجال الصناعات التقليدية مما يجعلها في طليعة المناطق الحرفية.

ومن ضمنهم ينشط نحو 15 ألفاً في قطاع الزربية، حسب تصريح المدير المكلف بالإشراف على مندوبية الصناعات التقليدية (حكومية) طارق ناجي، وأوضح هذا الأخير أن" القيروان تنتج 30٪ من الإنتاج الوطني للزربية، ويصل عدد الحرفيين الناشطين في مجال حياكة السجاد التونسي في مختلف انحاء تونس إلى 300 ألف حرفي يحيكون في العام الواحد أكثر من 500 ألف متر مربع.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

 300 ألف حرفي تونسي يحيكون 500 ألف متر مربع من السجاد سنويًا  300 ألف حرفي تونسي يحيكون 500 ألف متر مربع من السجاد سنويًا



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia